كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة إيطالية أن استهلاك زيت الزيتون، لا سيما البكر الممتاز، قد يكون مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، خصوصًا الأنواع التي لا تستجيب للهرمونات. في إطار الدراسة التي نُشرت عام 2024 في المجلة الأوروبية للسرطان، راقب الباحثون 11,442 امرأة أعضاء في دراسة Moli-sani لمدة نحو 13 عاماً، وسجّلوا أنماط تناولهن الغذائي وحالات الإصابة بالسرطان. كما أجروا مراجعة منهجية للدراسات السابقة لدعم نتائجهم. واكتشف الباحثون أن النساء اللواتي يستهلكن كمية أكبر من زيت الزيتون يُقلّ لديهن احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وحددوا أنّ كل ملعقة إضافية يوميًا من زيت الزيتون (حوالي 10 غرامات) ترتبط بانخفاض في الخطر، حتى بعد تعديل العوامل المؤثرة الأخرى. الأهمية كانت أوضح عند الأنواع الخالية من مستقبلات الاستروجين أو البروجيستيرون (ER-/PR-)؛ حيث كان التأثير الوقائي لزيت الزيتون أقوى، ما يشير إلى أن آليته قد لا تكون مرتبطة بالهرمونات فحسب. وربطت الدراسة أيضًا النتائج بنتائج تحليلات سابقة شملت 14 بحثًا، إذ أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون بكثرة تقل لديهم مخاطر الإصابة بالسرطان بنحو 33٪ مقارنة بمن يستهلكونه بكميات قليلة. ومن الناحية البيولوجية، يُعزى التأثير المحتمل لزيت الزيتون إلى مركباته الفعالة كالفينولات (مثل الأوليوكانثال والهيدروكسيترول)، المضادّة للالتهابات وللأكسدة، والتي قد تقلّل تلف الحمض النووي وتثبّط الإشارات التي تُحفّز نمو الخلايا السرطانية. لكن يؤكد الباحثون أن زيت الزيتون ليس علاجًا أو وقايةً مضمونة بحد ذاته، بل يجب أن يُدرج ضمن نمط حياة صحي متكامل، مع الحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وتجنّب الكحول والتدخين، وإجراء الفحوص الدورية. المصدر