تُضفي شجرة الميلاد أجواءً من الفرح في المنازل خلال الأعياد، إلا أنّها قد تكون أيضاً وراء أعراض مزعجة مثل سيلان الأنف، العطس، السعال وحكّة العينين، بحسب ما يحذّر خبير صيدلاني. الصيدلاني نويل ويكس أوضح أنّ شجرة الميلاد، سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، قد تسبب ما يُعرف بـ "متلازمة شجرة الميلاد"، وهي حالة تُشبه أعراض حساسية الربيع، وقد تتفاقم أحياناً لتصل إلى التهابات مثل التهاب الملتحمة.
وقال ويكس، وهو مستشار لشركة منتجات عيون بريطانية: "إذا لاحظتم احمراراً في العينين أو شعوراً بالحكّة أو الدموع، فقد تكون شجرة الميلاد في منازلكم هي السبب. من المهم معالجة الأعراض فوراً قبل أن تتطوّر وتفسد أجواء العيد؛ فالإزعاج قد يؤدي إلى التهابات مثل التهاب الجفن أو ظهور دُمّل نتيجة فرك العينين ونقل الجراثيم إليها".
ووفقاً للخبير، فإنّ أسباب هذه المتلازمة متعددة، أبرزها حبوب اللقاح، العفن، والغبار. فالأشجار الطبيعية تحمل حبوب لقاح من البيئة الخارجية قبل قطعها، ما يجعلها تنقلها مباشرة إلى داخل المنزل. كما أن العفن الذي ينمو على جذوع وفروع الأشجار يزدهر سريعاً في الأجواء الدافئة داخل البيوت، خصوصاً عند تشغيل التدفئة، وقد رصدت دراسات سابقة عشرات الأنواع من العفن على عينات من أشجار الميلاد.
ويشير ويكس إلى أنّ الرائحة المميزة لشجرة العيد ناتجة عن مركّبات التربينات الموجودة في النسغ، وهي مواد قد يتحسس منها بعض الأشخاص. كما قد تشكّل المواد الكيميائية المستخدمة في المزارع عامل تهيّج إضافياً.
أما الأشجار الاصطناعية، فلا تقل خطورة، إذ يمكن أن تحمل عثّ الغبار العالق على أغصانها أو على الزينة المخزّنة طوال العام. ويُعدّ هذا العثّ من أكثر مسبّبات الحساسية التنفسية شيوعاً، وهو قادر على زيادة حدّة الربو والإكزيما، إضافة إلى التسبّب بالعطس وسيلان الأنف وتهيج العينين.
ويقدّم الخبير نصيحة بسيطة للتقليل من المخاطر: هزّ الشجرة جيداً قبل إدخالها إلى المنزل لإزالة أكبر قدر من الغبار وحبوب اللقاح.